]size=24]وخرج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه لا يشكون في الفتح للرؤيا التي رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فخرجوا بغير سلاح إلا السيوف في القرب وساق قوم من أصحابه الهدي أهل قوة - أبو بكر وعبد الرحمن بن عوف ، وعثمان بن عفان ، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم - ساقوا هديا حتى وقف بذي الحليفة ، وساق سعد بن عبادة بدنا . فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتخشى يا رسول الله علينا من أبي سفيان بن حرب وأصحابه ولم نأخذ للحرب عدتها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري ، ولست أحب أحمل السلاح معتمرا .
حرب وأصحابه ولم نأخذ للحرب عدتها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري ، ولست أحب أحمل السلاح معتمرا .
وقال سعد بن عبادة : يا رسول الله لو حملنا السلاح معنا ، فإن رأينا من القوم ريبا كنا معدين لهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لست أحمل السلاح إنما خرجت معتمرا . واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة يوم الاثنين لهلال ذي القعدة فاغتسل في بيته ولبس ثوبين من نسج صحار ، وركب راحلته القصواء من عند بابه وخرج المسلمون فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بذي الحليفة ثم دعا بالبدن فجللت ثم أشعر بنفسه منها عدة وهن موجهات إلى القبلة في الشق الأيمن . ويقال دعا ببدنة واحدة فأشعرها في الجانب الأيمن ثم أمر ناجية بن جندب بإشعار ما بقي وقلدها نعلا نعلا ، وهي سبعون بدنة فيها جمل أبي جهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم غنمه ببدر وكان يكون في لقاحه بذي الجدر . [/size]
]size=24]وأشعر المسلمون بدنهم وقلدوا النعال في رقاب البدن ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسر بن سفيان من ذي الحليفة فأرسله عينا له وقال إن قريشا قد بلغها أني أريد العمرة فخبر لي خبرهم ثم القني بما يكون منهم .
فتقدم بسر أمامه ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عباد بن بشر فقدمه أمامه طليعة في خيل المسلمين عشرين فارسا ، وكان فيها رجال من المهاجرين والأنصار - المقداد بن عمرو وكان فارسا ، وكان أبو عياش الزرقي فارسا ، وكان الحباب بن المنذر فارسا ، وكان عامر بن ربيعة فارسا ، وكان سعيد بن زيد فارسا ، وكان أبو قتادة فارسا ، وكان محمد بن مسلمة فارسا ، في عدة منهم . ويقال أميرهم سعد بن زيد الأشهلي .
ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فصلى ركعتين ثم خرج ودعا براحلته فركبها من باب المسجد فلما انبعثت به مستقبلة القبلة أحرم ولبى بأربع كلمات لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك ، لبيك إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك وأحرم عامة المسلمين بإحرامه ومنهم من لم يحرم إلا من الجحفة .
وسلك طريق البيداء ، وخرج معه المسلمون ست عشرة مائة ويقال ألف وأربعمائة ويقال ألف وخمسمائة وخمسة وعشرون رجلا ; خرج معه من أسلم مائة رجل ويقال سبعون رجلا ; وخرج معه أربع نسوة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم عمارة ، وأم منيع ، وأم عامر الأشهلية فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بالأعراب فيما بين مكة والمدينة فيستنفرهم فيتشاغلون له بأموالهم وأبنائهم وذراريهم - وهم بنو بكر ، ومزينة ، وجهينة - فيقولون فيما بينهم أيريد محمد يغزو بنا إلى قوم معدين مؤيدين في الكراع والسلاح ؟ وإنما محمد وأصحابه أكلة جزور لن يرجع محمد وأصحابه من سفرهم هذا أبدا قوم لا سلاح معهم ولا عدد وإنما يقدم على قوم حديث عهدهم بمن أصيب منهم ببدر [/size]