جاء تشبيه أرسين فينجر مدرب أرسنال لأداء ليونيل ميسي نجم برشلونة بما يحدث في ألعاب الفيديو ليصب في نفس السياق مع النظرة في الأرجنتين موطن اللاعب بأنه يمثل عودة إلى عصر رائع حين كانت كرة القدم تلعب بلا قيود.
وقال خوان سيباستيان فيرون زميل ميسي في منتخب الأرجنتين "اللعب بهذه الطريقة في دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا أمر مذهل كما لو كانت مباراة في ساحة خالية."
وكان فيرون يردد رأي غالبية الأرجنتينيين بعدما شاهدوا عبر شاشات التلفزيون برشلونة يتغلب على ضيفه الانجليزي أرسنال 4-1 مساء الثلاثاء الماضي حين سجل ميسي الأهداف الأربعة للفريق الاسباني.
وقال فيرون قائد فريق استوديانتس والذي يشكل مع ميسي عنصرين مهمين في خطط دييجو مارادونا مدرب الارجنتين لكأس العالم في تصريحات للصحفيين في مدينة لابلاتا "يلعب دائما وكأنه لا يتعرض لأي ضغط. إنه سريع جدا ويمكنه التوقف فجأة والدوران.. أفضل شيء في أدائه هو إنهاؤه للهجمات. إنه سريع في إنهاء كل هجمة.. إنه الأفضل في العالم حاليا."
ونضجت مهارات ميسي كصبي صغير في مدينة روساريو الارجنتينية وهو يلعب مع وضد صبية أكبر منه حجما وسنا.
وحين بزغت موهبة مارادونا كشاب صغير في العاصمة بوينس ايرس في أواخر السبعينيات عقدت مقارنات بينه وبين لاعبين في الحقبة الذهبية لكرة القدم الأرجنتينية في أواخر الأربعينيات حين كان يقال إن في كل فريق عدد كبير من اللاعبين الذين يملكون موهبة كموهبة مارادونا وكان بينهم الأسطورة الفريدو دي ستيفانو.
وقبل عدة أشهر فقط انتقد كثير من الأرجنتينيين الأداء الضعيف لميسي مع المنتخب الوطني حين عانى الفريق في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وكان قاب قوسين أو أدنى من الفشل في التأهل لنهائيات جنوب افريقيا.
وقال البعض إن ميسي الذي عاش في برشلونة منذ كان في الثانية عشرة من عمره ينتمي لإقليم قطالونيا الاسباني أكثر مما ينتمي إلى الأرجنتين. بل إن البعض فسر عدم تألقه مع الأرجنتين بأنه غير مهتم باللعب لمنتخب بلاده.
وقالت صحيفة "اس" الرياضية الاسبانية مازحة يوم الخميس الماضي "هل من طريقة لإيقاف هذا اللاعب الآن.. هناك طريقة واحدة لذلك وهي تعيين مارادونا مدربا له."
وتحولت الأنظار كلها باتجاه مارادونا مع تألق ميسي بشكل غير عادي في 2010 حيث يواصل اللاعب تسجيل أهداف بالثلاثة في مباريات ناديه قبل أن يقدم هذا المستوى المدهش يوم الثلاثاء. وقد يكون الوقت هو كل ما يحتاج إليه مارادونا لتشكيل فريق يمكن لميسي التألق معه في كأس العالم.
وقال فيرون الذي أشار في وقت سابق هذا العام إلى مدى نضج ميسي كإنسان وكلاعب "لو نجحنا في الاستفادة من قدرات ميسي.. يجب أن نفعل هذا.. لكن كأس العالم شيء مختلف.. فلا يوجد اي هامش للخطأ. هناك مباراة واحدة فقط (في مرحلة خروج المغلوب)."
وأضاف "رغم صغر سنه فإنه يعرف المسؤولية ويتحملها. إنه واحد من اللاعبين القادة في برشلونة." وفسر اوسفالدو ارديلس الذي أحرز لقب كأس العالم مع الأرجنتين في 1978 والذي لعب بعد ذلك إلى جانب مارادونا سبب معاناة ميسي خلال التصفيات لكنه قال إن اللاعب سيكون مستعدا في كأس العالم.
وقال ارديلس لبرنامج راديو 5 لايف في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "في أمريكا الجنوبية نلعب كرة القدم بطريقة مختلفة قليلا. من الصعب للغاية بالنسبة للاعبين البارزين الذين يملكون قدرات مثل ميسي أو مارادونا الظهور بنفس المستوى الذي يظهرون به في اوروبا. إنهم يتمتعون بحماية أكبر في اوروبا."
وأضاف "بالنسبة لميسي من المهم للغاية كما قال سابقا أن يقدم كل الألقاب التي فاز بها من أجل كأس العالم. سيتم الحكم عليه في المستقبل من خلال كأس العالم لذلك أعتقد أننا سنرى ميسي الحقيقي."