بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه أجمعين،
ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين.
وبعد،،،
قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -:
"إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها: النجوم وتكذيب بالقدر وحيف السلطان"
أخرجه الألباني في صحيح الجامع.
والمراد من قوله (النجوم) هو التنجيم، وهو منتشر في زماننا هذا ويفعله السحرة والمشعوذين، ويدخل في ذلك قراءة الأبراج.
أما المراد من قوله (تكذيب القدر) إن من لوازم التنجيم التكذيب بالقضاء والقدر، وقد حذرنا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من الإصابة بخلل في ركن من أركان الإيمان، وهو: الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.
وهنا نذكر قصة حكاها الماوردي، إذ قال: من الأجوبة المسكتة أن إبليس ظهر لعيسى - عليه الصلاة والسلام - فقال: "ألست تقول إنه لن يصيبك إلا ما كتبه اللّه لك وعليك؟"
قال - عليه السلام -: "نعم".
قال: "فارم بنفسك من ذروة الجبل فإنه إن يقدر لك السلامة سلمت"
قال- عليه السلام -:
"يا ملعون إن للّه تعالى أن يختبر عباده وليس للعبد أن يختبر ربه".
وقصة أخرى، فقد قال منجم لعلي - رضي الله عنه - لما قصد النهروان:
"لا تسر في موضع كذا وسر في موضع كذا".
فقال: "ما كان محمد يعلم ما ادعيت اللهم لا طير إلا طيرك وما كان لعمر منجم وقد فتح بلاد كسرى وقيصر".
انظر: فيض القدير (3445، 280)
وأما (حيف السلطان) وهو كل من له سلاطة وقهر، فقد حذر رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
من لديه سلطان على أياً كان، حذره من الجور والظلم والعسف، وهذا الحكم ليس خاصاً في ولاة الأمر، بل يشملنا جميعاً
لأن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم
- قال:
"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" رواه أحمد